عين مليلة .. عبري
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

غزة بدر عبرة للظالم والمظلوم

اذهب الى الأسفل

غزة بدر عبرة للظالم والمظلوم Empty غزة بدر عبرة للظالم والمظلوم

مُساهمة من طرف asam mon amour 2010-09-11, 16:38

غزوة بدر.. عبر للظالم والمظلوم
سعيد دويكات

السابع عشر من رمضان المبارك يوم نتنفس فيه كل عام عبق الانتصار بعد ان ازكم انوفنا نتن الهزائم..وتحلق ارواحنا في أجواء العزة والفخار ونحن نغرق في مستنقع الهزائم والهوان.. قيل الكثير وكتب أكثر عن غزوة بدر وكل ما قيل وكتب لا يفيها حقها..كيف وقائدها الحبيب المصطفى وفرسانها صحبه الابرار..

من ضمن مواقف غزوة بدر الخالدة لفت نظري موقفان، وهما يحملان نفس المضمون وذات العبرة..

الاول : موقف بلال بن رباح رضي الله عنه مع امية بن خلف والثاني : موقف عبد الله بن مسعود رضي الله عنه مع أبي جهل..لن نعيد سرد التفاصيل فهي معروفة للكثيرين ولكن سنطلق العنان للخيال لاستحضار المشهد..

مشهد بلال الفتى الاسود يطارد أمية بن خلف ، وأمية مثل فأر مذعور ترتعد فرائصه يبحث عن سبيل للنجاة وهو يلمح خلفه أسدا ضاريا لا يوقفه شيء، ينقض عليه ويطيح به من على فرسه ويلقيه أرضا ويضع السيف على عنقه ليشاهد الموت بأم عينيه..يتوسل بلالا ان يبقيه على قيد الحياة...يعرض الاموال والاملاك...يعلن الندم على ما فات..

ولندع أمية غارقا في بكائياته وتوسلاته ونستدعي الخيال مرة اخرى كي يعود بنا سنوات للوراء.. حيث بلال على الارض وأمية يزمجر بصوته بينما سوطه يلهب ظهربلال وجنبيه دون رحمة على رمال صحراء الجزيرة "الحياة هناك في المدن بدون مكيفات هواء لا تطاق فكيف على رمال الصحراء".

صخرة عظيمة على صدر بلال وحبل طويل في عنقه لجره على الرمال وعشرات الجلادين من أذناب أمية يتلذذون بالتعذيب مقابل بعض الفتات يلقيه اليهم امية او نفاقا وطمعا في رضاه..وبلال الملقى على الرمال اللاهبة وسط غابة من سياط وعصي وركلات المجرمين دون معين او نصير يرنو بعينيه الى السماء..صارخا : احد احد وكأنه مع اعلانه التوحيد الخالص يقول : لا احد لي سواك يا رب أمام هؤلاء الظلمة الحاقدين..

دعا بقلبه وعينيه ربا عظيما يسر له أبا بكر عاجلا ليخلصه من بطشهم، وأبقى له يوما آجلا لشفاء الغليل (يوم بدر)..(ويشف صدور قوم مؤمنين ).

نفس المشهد ولكن مع انقلاب الصورة..بلال يعذب ولكنه يبقى على دينه وعزته وكبريائه فلا يتذلل ولا يتوسل بينما أمية يكاد يقبل حذاء بلال..

وفي ذات السياق كان هناك عبد الله بن مسعود يتقدم ممن أذاقه العذاب الوانا في مكة وتفنن في اختراع ادوات وأساليب الموت...يتقدم من الزعيم الذي لا يقهر وصاحب السطوة المرعبة والجاه والمال والسلطان..(ابي جهل) ويضع رجله على صدره.. يا الله... يا لعظمة المشهد وجلاله..من كان يصدق ذلك..من كان يصدق ان الامور ستنقلب رأسا على عقب.. هل ما يجري حقيقة أم خيال :

لو قال احد يوما لأمية وهو يعذب بلالا : لا تسرف وتوقف واحفظ لنفسك خط الرجعة، لأنه سياتي يوم تكون تحت رحمته.

ولو قال احد لأبي جهل : ان عنقك ستداس بقدم ابن مسعود..ماذا كان سيقول..

ولكن هكذا هي الايام (وتلك الايام نداولها بين الناس)...فمن يسمع ومن يعتبر..

رأس امية ورأس أبي جهل تحت نعال بلال وابن مسعود...هذا حال رؤوس الكفر فكيف بحال الصعاليك والاذناب..

في الموقفين عبرة مفادها ان دوام الحال من المحال وان للظالم يوما سيقتص منه المظلوم فيه ولو بعد حين مهما بدا الامر غريبا ومستبعدا ، وان من تعلق بالله فقد فاز ومن عادى اولياء الله فسوف يأكل يديه ندما في الدنيا وفي الآخرة الى جهنم وبئس المصير..

وثمة امر لا يقل أهمية عما سبق وهو ان الطغاة وأعداء الدين وعباد المال والجاه مستعدون لارتكاب كل موبقة ولتجاوز كل القيم والمحرمات في سبيل تحقيق أهدافهم وشهواتهم لا يردعهم قرابة ولا نسب ، وفي المقابل فإن اولياء الله مستعدون لتحمل العنت والعذاب في سبيل دينهم لانهم يعلمون أن الله لن يخذلهم حتى وان ابتلاهم مؤقتا بالظالمين..

وجميل أن نلفت ان عذاب أمية وابي جهل لم يضع حدا لدعوة بلال وابن مسعود ولم ينه حياتهم ولكن سيف بلال وصاحبه وضعت حدا لطغيان امية وصاحبه وتكفلت بانهاء حياتهما وإراحة الناس منهما..

بقيت كلمات قليلة تقال في هذا الموطن العزيز..يستطيع الظالم أن يسجن وأن يعذب وان يكمم الافواه وان يمارس كل اشكال الارهاب..ولكنه لا يستطيع ان يمنع انطلاق دعوة من قلب مكلوم وعين ترنو الى خالقها تطلب نصره..فيتقبلها ملك الملوك ذو القوة والجبروت قائلا " وعزتي وجلالي لانصرنك ولو بعد حين ".

القائل هو الله جل في علاه..إذن ايها المظلوم صبرا وفقط انتظر وعد الله.. وأيها الظالم اما ان تعود لرشدك والا فلا سبيل للنجاة..

إذ إن بلالا لم ولن يصدق توسلات وأكاذيب امية وابن مسعود كذلك أنى تنطلي عليه خدع أبي جهل، لذا فقد أطاحا برأسيهما.
مرحلة الاستضعاف في مكة لا تزال قائمة وغزوة بدر لا محالة قادمة فلينتظرمن اختاروا طريق ابي جهل وأمية مصيرا مشابها على يد من اختاروا طريق بلال وابن مسعود
asam mon amour
asam mon amour
Débutant
Débutant

عدد الرسائل : 26
العمر : 30
المدينة : عين مليلة الحنينة
السٌّمعَة : 0
نقاط : 144
تاريخ التسجيل : 07/09/2010

http://www.asam.clubme.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى